الأحد، 3 يونيو 2012

يوميات فتحية فى بلاد العجائب


الجزء الأول

فتحية و ذكر الفراشة
----------------------
مش من زمان اوي يعني ,, تقدروا تقولوا من كام يوم كدا ..
هي بنوتة ذنبها الوحيد ان اسمها فتحية ( اسم ملوكي اوي يعني )
عندها من السنين 25
دايماً تلاقيها شاردة عن اللي حواليها , و مزاجها عالي 
مالهاش في نجم الجيل و لا توابعه و لا تحب الواد اللامؤاخدة يعني .

لو قعدت معاها يبقى هتسمع ام كلثوم ,, هتحببك فيها كمان
مع أغانيها .. بتروح دنيا غير الدنيا , و دايماً مناسبة لأي حالة بتمر بيها 

صحيح .. فتحية فنانة ..  بترسم و تشخبط و تسمع مزيكا غريبة ( غير ام كلثوم يعني )
و بتشتغل زي بنات كتير في سنها .

(1 )
في يوم كدا خلصت الشغل ,, الجو كان برد .. بس جميل بالنسبة لها
اصلها كائن شتوى جدا...
كالعادة السماعات في ودانها ,, قررت تتمشي لحد البيت
الطريق للبيت زحمة كله ناس و دوشة .. بس هي سماعتها دايماً أعلى من اي دوشة
اختارت ام كلثوم من قايمة الأغاني اللي مالية تليفونها ,و مشيت في الشارع بين الناس
هي شايفاهم بس مش سامعاهم ,, تخبط في دي و تخبطها .. و تقول لده بعد اذنك .. و محافظة على ابتسامتها بسبب اللي بتسمعه من آهات الست و هي بتقول" حيرت قلبي معاك "       
و بكل مزاج بتغني و تعيد و تزيد مع اغاني الست و الناس فاكرينها بتكلم روحها
طال منها المشوار ,, و وصلت لأطول شارع
و فجأة سكتت الست في ودانها !
بتبص لقت البطارية فضيت
زعلت
بس هتكمل مشوارها هتعمل ايه !
تركيزها كله مع الشارع و الناس اللي فيه
الشارع كئيب مفيهوش الا كام شجرة و زبالة
بس الغريب بقا انها اتخايلت بفراشة !

( 2 )
قالت كملت جنان دي شكلها تهيؤات
خيال الفراشة فضل يلاعبها .. و هي محتارة تروح تشوف الفراشة و الوانها اللي تفرح و لا تكمل مشوارها علشان ماتتأخرش
أصل فوزية مغامِرة بزيادة .

و راحت واخدة قرارها و طايرة ورا الفراشة .. و تطير و تبعد و دي وراها ... و تتوه وتبعد و دي وراها علشان تشوف اخرتها ايه
زهقت فوزية
قررت ترجع تاني لطريقها
و مش مهم الفراشة يعني
بس قالت لنفسها " فين هلاقي فراشة زي دي هنا تاني ؟! "
دي ما بتكونش غير في الجنانين دا شارع مفيهوش حتى وردة بشوك !

و لما جت ترجع رجعلها خيال الفراشة تاني و فضل يلاعبها
و لمستها الفراشة لما وقفت على ايديها ..
ففرحت فتحية فرحة مالهاش زي
بس خافت .. و احتارت .. تحبس الفراشة بين ايديها .. بس احتمال تموت و لا جناحها ينكسر !
و لا تكمل طريقها احتمال الفراشة تطير تاني ..
و لو طارت ..
فتحية هترجع وحيدة في الطريق دا تاني .
أصل الفراشة مآنسة وحدتها بردو ..
فضلت في حيرتها ,, و على ما قررت ..
كانت الفراشة طارت تاني !

( 3 )
فتحية حواليها سألت اللي رايح و اللي جاي
مفيش فراشة معدية او خيال فراشة حتى !
الناس ضحكت عليها و سألوها " ايه اللي هيجيب فراشة هنا ؟ "
اتاريها يا عيني عليها هي بس اللي كانت شايفاها .. فعرفت انها الوردة الوحيدة اللي موجودة في الشارع ..  !

عينيها دمعت
افتكرت نفسها خبطها توك توك .. و راحت لعالم الفراشات و الارواح
و لا يكون كتاب " أثر الفراشة " بتاع محمود درويش كان مأثر عليها لدرجة التهيؤات .. !!
فراحت مكملة طريقها ..
حزينة

( 4 )
بس الفراشة كمان بقالها كتير طايرة ف نفس الشارع و محدش كان بيلاعبها و لا شايف الوانها .. الا فوزية ..
فقررت الفراشة انها ترجع تاني تطير حوالين فوزية
و اتفاجئت فوزية ان خيال فراشتها رجع ..
فوزية خافت
ليكون عريس متنكر في فراشة ! و ترجع تاني لوجع القلب ..
 بأدب و من ورا قلبها  طلبت هدنة .. علشان تعبت من اللعب ,, بس لو عليها هي عايزة الفراشة بس مش عايزة تتأخر ع البيت .. !

و مرة واحدة ام كلثوم رجعت تغني في ودانها تاني " حيرت قلبي معاك "
و تقول و تعيد و تزيد " و انا بداري و اخبي "
قالت لنفسها الله يلعن التكنولوجيا التليفون كان مهنج و انا اللي افتكرت البطارية فصلت !
لفت و رجعت تاني لطريقها مع ام كلثوم ,, بعد ما ادت ضهرها للفراشة
و سابتها في هدنتها ..
بس المرة دي صوت تفكيرها كان أعلى من أغاني ام كلثوم

و هنا السؤال ..
يا ترى فتحية و الفراشة هيلتزموا بالهدنة ؟ .. و لا ام كلثوم المرة دي هتغني " انت عمري " ؟!





هناك تعليق واحد: